اختتمت بنجاح فعاليات الدورة الثامنة لمنتدى الاستثمار العالمي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، حيث انعقد المنتدى تحت شعار "الاستثمار في الاستدامة" خلال الفترة من 16 إلى 20 أكتوبر 2023. وشهد مشاركة واسعة من كبار المسؤولين وقادة الأعمال والمستثمرين والخبراء وأصحاب المصلحة من مختلف أنحاء العالم.

شارك في منتدى الاستثمار العالمي 8000 مشارك، من بينهم أكثر من 1100 متحدث و 5 رؤساء دول وحكومات، و69 وزيراً ونائب وزير و57 ممثلاً رفيع المستوى للمنظمات الدولية وعدد كبير من صانعي السياسات وأكثر من 700 من الرؤساء التنفيذيين والمديرين التنفيذيين للشركات متعددة الجنسيات وأسواق الأوراق المالية وصناديق التقاعد والثروة السيادية والشركات العائلية وغيرها من الشركات. كما جمعت أيضًا رواد الأعمال والمستثمرين ومقدمي البيانات العاملين في مجال الاستثمار والتنمية.

وعُقدت خلال فعاليات المنتدى العديد من الجلسات والمناقشات التي تناولت مواضيع متنوعة تتعلق بالاستثمار المستدام وأثره على الاقتصادات الوطنية والعالمية. وتم تسليط الضوء خلال المناقشات على الفرص والتحديات التي تواجه الاستثمار وكيف يمكن للحكومات والشركات والمستثمرين العمل معًا لتحقيق التنمية المستدامة.

وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية: "تعكس استضافة هذه الدورة من منتدى الاستثمار العالمي التزام دولة الإمارات بقيمها المتمثلة في تحقيق التقدم الاقتصادي والاستدامة، حيث تدرك الدولة أهمية الاستثمار كوسيلة لتحقيق التقدم المستدام على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وهذا المنتدى يعد منصة حيوية لتعزيز التعاون الدولي وتبادل الأفكار والخبرات في هذا المجال."

وأضاف معالي الزيودي: "شهدت هذه الدورة نقاشات مهمة وحيوية حول أهمية الاستثمار ودوره في تعزيز التنمية المستدامة على محلياً وإقليمياً وعالمياً."

وأعرب معالي أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي عن خالص الشكر والامتنان للمشاركين في الدورة الثامنة لمنتدى الاستثمار العالمي ومساهمتهم في إنجاح المنتدى الذي شكل منصة مهمة لدعم الحوار العالمي بشأن الاستثمار في التنمية المستدامة، وقال معاليه: "نفخر بنجاح الدورة الثامنة للمنتدى الاستثمار العالمي في أبوظبي التي مهدت الطريق لحقبة جديدة تُسهم فيها الشراكات الدولية والاستثمارات بدور حيوي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة".

وأضاف معاليه: "عكست هذه الدورة لمنتدى الاستثمار العالمي، التي عقدت في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العلمي، جهودنا ومبادراتنا لدعم النمو المستدام والتميز في القطاع الاقتصادي"، مؤكداً أن "دائرة التنمية الاقتصادية- أبوظبي التي تقود جهود النمو والتنويع  ملتزمة بالتطوير المستمر للمنظومة الاقتصادية الداعمة لقطاع الأعمال والجاذبة للاستثمارات وتعزيز التنمية المستدامة، إذ تتميز بتنافسيتها العالمية ومنهجها  الذي يركز على اتاحة الفرص للجميع ودعمهم لتحقيق أقصى إمكاناتهم. وسنواصل تعزيز علاقاتنا الإقليمية والدولية وتشجيع التجارة والاستثمارات العالمية، والتعريف بمميزات بيئة الأعمال في أبوظبي".

وأكد بيدرو مانويل مورينو، نائب الأمين العام للأونكتاد، على أهمية توقيت المنتدى قائلاً: "تزامن منتدى الاستثمار العالمي مع منتصف خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ومنذ اعتماد أهداف التنمية المستدامة في عام 2015، زادت فجوة الاستثمار في أهداف التنمية المستدامة في البلدان النامية من 2.5 إلى 4 تريليونات دولار. ومن الواضح أننا بحاجة إلى الإسراع بسرعة في النصف الثاني من أجندة 2030». وأضاف: "قبل انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، ناقشنا الدور القيادي الذي يمكن للمستثمرين القيام به للوصول بالعالم إلى الحياد الكربوني، وكيف يمكن لوكالات ترويج الاستثمار والمناطق الاقتصادية الخاصة أن تساهم في التحول العالمي للطاقة.

وشهد المنتدى مناقشات مهمة حول أهمية الاستثمار في الاستدامة وكيف يمكن أن يلعب الاستثمار دورًا حيويًا في تحقيق التقدم المستدام على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. وحضر المنتدى عدد كبير من الشخصيات الهامة والمستثمرين والمتخصصين في مجالات متنوعة. وحظيت الدورة الثامنة لمنتدى الاستثمار العالمي بشراكة كل من وزارة الاستثمار في الإمارات ووزارة الاستثمار السعودية وغرفة أبوظبي وشركة ADQ القابضة.

بدوره، أكد سعادة أحمد خليفة القبيسي، مدير عام غرفة تجارة وصناعة أبوظبي أن منتدى الاستثمار العالمي نجح في تأكيد ريادته كأحد أكبر الملتقيات الاستثمارية في العالم، واستطاعت العاصمة أبوظبي من خلال استضافته أن تؤكد مكانتها كحاضنة لكبرى المؤتمرات والملتقيات الدولية المهمة على مستوى العالم.

 وأشار القبيسي إلى أن المنتدى أتاح الفرصة لاستعراض أبرز مستجدات القطاع الاستثماري على المستوى المحلي والعالمي وسبل تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، بالتركيز على الحلول المستقبلية للاقتصاد العالمي وكيفية مضاعفة تمويل المشاريع المستدامة بالعالم، مشدداً أن المنتدى ساهم في مناقشة وطرح أفضل الممارسات العالمية التي من شأنها أن تعزز من دفع صناع القرار والسياسات وأصحاب المصلحة نحو هيلكة خططهم الاستراتيجية لتتوائم مع متطلبات الاستدامة البيئية، منوهاً أن مقترحات ومخرجات المنتدى تدعم وتتماشى مع تطلعات وأهداف مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب28).

شكلت الدورة الثامنة لمنتدى الاستثمار العالمي في أبوظبي مناسبةً حيوية للقادة والمستثمرين لبحث ومناقشة مستقبل الاستثمار وكيف يمكن تحقيق التقدم المستدام. لعبت  هذه الفعالية المحورية بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، دوراً بارزاً في  تعزز مكانتها كوجهة عالمية للاستثمار والتعاون الدولي.

انطلاقاً من التزام المنتدى بالتكافؤ الجغرافي والمساواة بين الجنسين فقد بلغت نسبة المشاركين المسجلين والمتحدثين وأعضاء اللجنة من النساء حوالي 34% منهم أكثر من 60% من جنوب العالم. كما تم تنظيم 157 جلسة مع 80 منظمة شريكة من جميع أنحاء العالم.

وعقدت 4 جلسات وزارية ناقشت المشاريع الاستثمارية وضمان الاستثمار في الدول الجزرية الصغيرة النامية إلى جانب مناقشة قطاع الأعمال بأقل البلدان نمواً والدول النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية.

وأعلن عن العديد من السياسات الجديدة، حيث تم تحديد 50 منطقة اقتصادية خاصة نموذجية لأهداف التنمية المستدامة للمساعدة في نشر أفضل الممارسات في 7000 منطقة أخرى ضمن أكثر من 140 دولة بالإضافة إلى إطلاق منصة أصحاب المصلحة المتعددين بشأن إصلاح اتفاقات الاستثمار الدولية الرامية إلى تحديد طرق تسريع التنمية المستدامة والتحول في مجال الطاقة. وتم إطلاق مبادرة مشتركة مع منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة لوضع مجموعة من المبادئ التوجيهية لتشجيع الاستثمار في السياحة المستدامة. علاوة على إطلاق إطار عمل الأمم المتحدة الجديد للأسواق المالية المستدامة لتعظيم الفرص المتاحة لأسواق الكربون. بالإضافة إلى مجموعة من المنشورات الجديدة وأدلة السياسات حول مجموعة متنوعة من المواضيع.

وتمخض عن فعاليات المنتدى العديد من الشراكات، بما فيها الشراكة مع منتدى المستثمرين السياديين الأفارقة لتشجيع الاستثمارات المستدامة وثلاث شراكات أخرى إقليمية جديدة لتعزيز تقارير الاستدامة، في آسيا ومنطقة الخليج وأوراسيا. وتخلل الحدث توقيع مذكرة تفاهم بين أسواق الأوراق المالية في ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند لإطلاق منصة استدامة مركزية جديدة لمنطقة آسيان. والكشف عن برنامج البحوث الأكاديمية الجديد بشأن الاستثمار من أجل التنمية وهو مبادرة تعاونية بين الأونكتاد والجمعيات العلمية والجامعات الشريكة. وفي سياق متصل أعلن الاتحاد العالمي لوحدات الشراكة بين القطاعين العام والخاص والمهنيين (WAPPP) عن إنشاء مرفق للمساعدة الفنية للشراكة بين القطاعين العام والخاص بالتعاون مع المنظمات الشريكة. وتخللت الفعاليات الإعلان عن شراكات تمويل من الدول المانحة لعدد من البرامج.

واحتفل المنظمون بالفائزين في برامج جوائز وكالة ترويج الاستثمار (IPA) وجوائز مرتبة الشرف في المعايير الدولية للمحاسبة وإعداد التقارير (ISAR) وجوائز الصناديق المستدامة، وجوائز المرأة في الأعمال وجوائز الحكومة الرقمية.

X

تساعدنا ملفات تعريف الارتباط في تحسين تجربة موقع

الويب الخاص بك باستخدام موقعنا ، أنت توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط

قبول